رسائل مفتوحة



ادورداوراها

 بعد التحية

الرسالة الاولى
الاخ عادل دنو المحترم, بدءا لا بد من التنويه الى حجم المسؤولية التي يمثلها دور الاعلامي لا سيما حين يكون الموقع الذي تشغله حاليا
في اذاعة SBS  قد شٌغل من قبل شخص مثل السيد ولسن يونان الذي استطاع الى حد بعيد الحفاظ على حيادية هذا المنبر وموضوعيته, فاتمنى ان تستمر هذه الاذاعة بتبني نهج الحياد الرصين املين فيك خيرا.
لقد قدمت لهذا الحلقة بتعريف ضيفك الاخ المحترم هرمز طيرو على انه (مفكر و باحث قومي) و لا ادري على ماذا استندتم في اطلاق هذا التوصيف عليه, مع فائق تقديري له و لارائه, ان صفة الباحث و المفكر لها متطلبات و لوازم لا بد من تحققها في شخص ما لتنطبق عليه صفة الباحث و المفكر, منها ان يكون منتجا لفكر جديد لم يسبقه اليه السابقون فيكون مفكرا , والفكر هنا يختلف عن الرأي لكونه اطار اشمل و اوسع من الرأي و كل شخص له حق ابداء الرأي و ان يحظى رايه بالاحترام ولكن ليس كل شخص مفكرا عندما يكون له رأي ما, اما صفة الباحث فتنطبق على من يدرس مسألة ما و يستنبط منها احكام او يبني على معطياتها حلول على ان تكون مستندة الى مدخلات و معطيات.
اتمنى عيك ان مستقبلا ان تتوخى معايير الموضوعية والعلمية لكي لا تنزلق هذه الاذاعة الى مصاف المنابر الاعلامية التي تسهم في خلط المفاهيم من اجل حسابات لا تقع ضمن الصالح العام.

الرسالة الثانية
الاخ هرمز طيرو المحترم  
لا بد لي ابتداءا ان اشير الى اتفاقي معك ان الارض هي العنصر الاهم في قضيتنا القومية و هي حجر الزاوزية في اي مستقبل لشعبنا الاشوري بشتى انتماءاته المذهبية والكنسية.
و كما هو واجب ان اشيد بما هو ايجابي و قائم على الحقائق فيما طرحته فلا بد ان اتوقف عند بعض النقاط التي حصل فيها شيء من اللبس او الخلط او الاختلاط وساوجزها بنقطتين بداعي عدم الاطالة:
النقطة الاولى: استشهدت بالفيلسوف والاقتصادي البريطاني حون ستوارت ميل لطرح فكرتك حول اهمية تحقيق اجماع و حول ان الاغلبية هي التي تقرر مع الاخذ بعين الاعتبار رأي الاقلية, وهنا لا بد ان نشير الى ان الفكرة التي يطرحها جون ستوارت ميل لا تنطبق على حالة الاسم القومي لشعبنا لاسباب منها انه طرح افكاره في سياقات مختلفة لا سيما انه منظّر في مجال الاقتصاد بشكل رئيسي, مما يملي علينا ان نتوخى الدقة والحذر حين الاستشهاد بطروحاته كي لا نجتزئها سياقاتها, لكن اذا غضضنا النظر عن هذا الاجتزاء و استخدام الافكار في غير محلها, سنصل الى مطب اخر وهو انك تطلق الحكم ان كل  الاطراف المختلفة حول الاسم القومي تتفق على تسمية سورايا, وهذه معلومة غير مستندة الى اي معطيات علمية او استنتبيانات او بيانات ما يجعلها رجما بالغيب, كما انك اشرت الى كون هذه الكلمة (سورايا) قد أُطلقت على شعبنا اي انها لم تكن تسمية اصيلة نابعة من الثوابت الحضارية والثقافية لشعبنما بل انها اطلقت عليه من قبل الغير ما ينسف اي اساس لطرحها حلا.
اعود الى فكرة الاغلبية والاقلية التي قدمتها مدخلا لطرح كلمة سورايا بديلا للاسم القومي, ان مفهوم الاخذ بقرار الاغلبية مفهوم صائب حين تداول او درس موقف ما او حين تعدد الخيارات في موضوع ما, لكن هذا المفهوم لا ينطبق على الحقائق و التشويهات فلا يمكن ان نعتمد مفهوم الاغلبية لنقرر اذا ما كنا سنتبنى حقائق مثبتة علميا او نتبنى اراء و اهواء و امزجة , و لأًقرب الصورة ساطرح المثال التالي اذا يبدو ان الامور قد تم خلطها الى درجة عالية تتطلب تبسيطها الى ابعد حد:
هل يجوز ان نتناقش و نتبنى التصويت و نتبع مبدا رأي الاقلية والاكثرية في امر مثل هل ان الارض كروية؟ فاذا اتخذنا هذا المفهوم لتقرير ذلك في بيئة تؤمن بسطحية الارض (و هناك بالفعل من يؤمن بذلك) ستكون النتيجة ان نقر بسطحية الارض خلافا لكل الدراسات و الاثباتات و الاكتشافات العلمية والادلة المادية العلمية والعملية و النظرية, لا لشيء الا لأن الحقيقة قد تؤذي مشاعر البعض الرافض للحقائق العلمية, ان هذا المثال في غاية الشبه بمقاربتكم لموضوع الاسم القومي.
ان من لا يؤمن بانتماءه الى الاشورية لا نفع من محاولة اقناعه بتبني تسميات غير مستندة الى حقائق تاريخية او سياسية او علمية.
النقطة الثانية: لقد سقت في مقاربتك امثلة كل من ايطاليا و ايران و اسرائيل و هي امثلة لكل منها خصوصيته, وهي لا تنطبق على حال شعبنا فايطاليا لم تغير اسم عرقها بل اتخذت تسمية لجغرافية الوطن الايطالي و ايران تسمية اطلقت على جغرافية تضم اقوام و اعراق عدة, الا ان العرق الفارسي الذي انشاء الدولة القائمة تحت اسم ايران لا يزال عرقا فارسيا و يمثل  61% من سكان ايران و لم يتبنى هذا العرق اي تسمية اخرى, اما اسرائيل فهي الاخرى اتخذت من الاسم المتوارث في ارثها الديني/القومي اسما للوطن, يضم في جغرافيته اعراقا اخرى و طوائف  و اديان ومذاهب اما بقية التسميات فهي متسقة مع ارثهم و لم يغيروها لتنسجم مع اراء و امزجة بل هي نفسها ما ورد في ارثهم, الامة هي امة يهودية و لم تكن عندهم يوما غير ذلك و الوطن هواسرائيل كما يمكن ان نقرأ في قانون "يهودية دولة إسرائيل" الذي الذي ينص على(أرض إسرائيل هي الوطن التاريخي للشعب اليهودي، وفيها قامت دولة إسرائيل.).
ان مثال دولة اسرائيل ينقض ما قدمته في هذ الحلقة.
ان هذه المقاربة التي قدمتها في هذا للقاء ليست بالجديدة بل هي نسخة دقيقة لما طرحته الحركة الديمقراطية الاشورية من طروحات حين قدمت لتبني التسمية المركبة مع تغييرك للتسمية من كلدو اشوري الى سورايا. وانا شخصيا و برفقة مجموعة من الناشطين سمعت نفس الامثلة ونفس الطروحات من قمة الهرم التنظيمي للحركة في جلسة حوارية مطولة قد اخوض في تفاصيلها في مناسبة اخرى, جلسة انتهت بمقولة  لسكرتير الحركة لا تزال عالقة في ذهني و ذهن الحاضرين انذاك مفادها "اذا استمريتم بالسير بهذا الطريق (اي الاشوري) سنصل معكم الى نقطة التصادم" و هذا بحد ذاته يفسر الكثير من المواقف السياسية للحركة مذاك الى يومنا هذا ويفسر وقفاتها تجاه كل من يتبنى النهج الاشوري في العمل القومي, ونحن اليوم نحصد نتاج هذه الطروحات (طروحات التسمية)  اذ عمقت الانقسامات و شرعنت تشويه الهوية القومية و الحركة نفسها باتت تحصد علقم هذه السياسة التي تبنتها من اجل مكاسب انتخابية قصيرة الامد باتت ذكرى من ماضي قريب.
اخي العزيز ان من هو بحاجة لتغيير اسم شعبه ليقتنع بانتماءه اليه, سيكون ضره اكثر من نفعه للقضية, وهذا ما اثبتته التجربة.

السلام ختام
روابط:

Comments

Popular posts from this blog

سوق المواقف الآشورية

قانون اللغات الرسمية .. قراءة آشورية