مشاهد من مسلسل اشوري حزين


ادورد اوراها

المشهد الاول
 غبطة البطريرك ساكو ,, لحظة من فضلك.
اطل علينا غبطة البطريرك مار  لويس ساكو مؤخرا بمقترح يخص تسمية شعبنا—1, فجاء المقترح معبرا الى حد كبير عن حاجة هذا الشعب الجريح بكافة انتمائاته الى اعادة غربلة المحتوى الفكري المختزن لدى زعاماته , السياسية منها والدينية , والى اعادة احترام الذات والشعب والحضارة والتاريخ والانتماء واحترام ومسؤولية حفظ ماء وجه الملايين الذين هم في المنافي او معسكرات المهجرين و حفظ حقوقهم لاحقا, اعادة احترام ما سبق  من قبل الزعامات  القائمة واحيانا المتسلطة على مصير هذا الشعب و الخانقة لصوته, المقترح اشتمل على عدة خيارات لتسمية شعبنا, والمقترح اصلا  قائم على مبرر ورد في مسودة دستور السلطات الكردية , اي ان مقترح غبطة المطران اتخذ من اهواء حفنة من زعامات قبلية كردية و اقطاب حركة سياسية كردية الى جانب بضعة اشباه سياسيين محسوبين على شعبنا ارتضوا العمل في خدمة الكيان الكردي , اتخذ من اهوائهم مرجعا استند اليهه لتقرير حاجة شعبنا الى تسمية , ان شعبنا بكافة انتمائاته  هو حصيلة فعل تاريخي وحضاري ممتد  لسبعة الاف عام وهم كانوا يملكون هوية اثنية وحضارية قبل ان يعرف العالم الاكراد وقبل ان يستخلص الاكراد هويتهم من مزج عناصر هوياتية من معطيات الشعوب المحيطة.
 سيادة البطريرك, عذرا ولكن  نحن نعرف انفسنا و نعي انتمائنا ولسنا في طور البحث عن رضى دستوري من الاكراد او غيرهم , اما اذا كان في ابناء هذا الشعب الجريح من هم مرتبكون فيما يخص انتمائهم , فمن الاجدر بالقيادات المؤثرة ان تلعب دورها في توضيح حقيقة هذا الانتماء لهم , لا ان تقدم لهم فزورة بثلاث حلول , ان الموضوع هو هوية مقدسة وليست العوبة نلعبها بالطريقة التي يرتضيها الاخرون , ولتوضيح ما اقول احيل غبطتكم الى ما قاله سلفكم الراحل مار روفائيل بيداويد الذي ميز بين الانتماء الكنسي و الانتماء القومي و اقر هوية قومية واحدة جامعة موحدة هي الهوية الاشورية ---2و3  , كما اذكّر  بما  قاله المطران سرهد جمو ---4
ختاما سيدي اقول اننا اليوم نعيش الفيتنا السابعة و لا زلنا نحمل هويتنا القومية شرفا و فخرا و لسنا بصدد المساومة عليها رغم محاولات البعض للنيل منها , ولن نفعل ذلك لمجرد استرضاء الغير ليدخولنا في دستوركيان محتل لاوطاننا.

المشهد الثاني
قواتنا وقواتهم
لقد طفت على سدح الاحداث بعد نكبة الاحتلال الجديد للموصل  ما اصطلح اعلام شعبناعلى تسميته , فجاءت قوات دويخ نوشا ووحدات حماية سهل نينوى و قوات سهل نينوى لتكون ادوات التسابق على اكتساب او استعادة التنظيمات المحسوبة على شعبنا لتعاطف الشعب , متسلقةً على جراحه ومتطفلة على مأساته بخلق ادوات تستغل ولاء شبيبة الشعب الاشوري المتحمسة لغايات حزبية ولاثبات ولاء تلك الاحزاب لراعيها "السلطات الكردية او سلطة بغداد" كل حسب اتفاق مصالحه, وما جذب انتباهي هو مقابلة جرت على قناة  ANB مع السيد هرمز شاهين---5 , وقد كان موضوعها المعلن هو قوات دويخ نوشا ولكن بدا واضحا ان المُحاور كان يرمي الى الترويج لقوات ووحدات حماية سهل نينوى والحط من قدر باقي التشكيلات.
ما لفت انتباهي من خلال متابعة نشأة التشكيلات الثلاث والظروف المحيطة بها و الاحداث التي ترافقت معها هو ان جميع هذه التشكيلات هي نمور من ورق و هي جميعا لا تخرج عن اطار كونها ادوات تعمل ضمن منظومة كردية وهي تحضى برضى صريح  او ضمني من الراعي للدمى المحسوبة على قضيتنا و شعبنا, "اي الاحزاب الكر....انية" , وجدنا في هذه المقابلة حماسة منقططعة النظير من المُحاور لاظهار ارتباط قوات دويخ نوشا و قوات سهل نينوى  بالقوات الكردية و تنزيه وحدات حماية سهل نينوى عن هذا الارتباط و هنا لا بد لي ان اذكر المُحاور و كل من يقف وراء هذه القوات ان اي تشكيل عسكري قائم في مناطق واقعة تحت الاحتلال الكردي لا يمكن ان تتواجد الا بموافقة السلطات الكردية , و وحدات حماية سهل نينوى ليست استثناءا عن ذلك, فهل عَلم السيد المُحاور بما حصل لحيدر ششو عندما انشأ قوات خارج اطار القوات الكردية؟
وهل علم بما صرح به البارزاني بخصوص تشكيل اي قوات خارج اطار القوات الكردية و دون اذن من السلطات الكردية؟---6  وهل علم بتصريح المتحدث الرسمي لرئاسة اقليم كور...ان؟---7
الا يعني ذلك تحويل كل هذه التشكيلات التي تحول شبابنا الى وقود في معركة كردية لاحتلال المزيد من الارض الاشورية؟
ان كل ما يتم تشكيله في ظل الرعاية الكردية لا يعدو عن كونه ذراع كردية تضرب و تقمع لصالح الاطماع والاطماح الكردية فهل نتوقع  ان تحرر قوات "كر....انية" الاراضي الاشورية من الاحتلال الكردي , انه حقا مشهد مفعم بكوميديا سوداء تكتبها سلطة غاصبة وابطالها ضحاياها ابرياء ودمى ونمور من ورق.


المشهد الثالث
الحقوق السياسية والإدارية والثقافية.. ما اشبه اليوم بالامس.
سنين طوال مرت ولكنها لم تتمكن من ان تمحو ذاكرة هذا الشعب رغم ان الظروف والمعطيات كانت و لا تزال تصلي الوجود الاشوري بنيران محاولات الصهر القومي والاضطهاد بشتى اشكاله وتوصيفاته, ولكن بعض ما شهده تاريخ الاشوريين المعاصر من محاولات الصهر والالتفاف على حقوقنا  نراه يأبى الا ان يتكرر بصورة اكثر قبحا على يد التنظيمات الكر...انية المحسوبة على شعبنا , فبعد حقوق الناطقين بالسريانية و مقترحات لفيف من الاشوريين الى النظام البعثي التي تضمنت المطالبة بحقوق ادارية وثقافية في سبيعينات القرن الماضي--- 8 , ها هو التاريخ في زمن عفا على مثل هذه المصطلحات و تجاوزها " الا في فكر هذه التنظيمات الكر...انية" , نجد ان هذه التنظيمات المنزلقة الى خانة السلطات الغاصبة لا تزال تعمل وبلا كلل و بعد ان عملت ما بوسعها لشرعنة و تثبيت الواقع الراهن من اغتصاب للارض و تشويه للتاريخ و تبعية في القرار, لا تزال تعمل على تقزيم قضية الشعب الاشوري فنجد ما اُصطلح على تسميته "رئاسات أحزاب وتنظيمات شعبنا" يلتقي رئاسة البرلمان الكر...اني ----9 لتستجدي منها ما يسوغ وجود هذه التنظيمات ضمن حلقة التبعية وما يبرر لها وجودها لتستمر رابضة على كاهل القضية الاشورية متطفلةً عليها و مفرغة اياها من معطياتها, فلو قارنا مطالب الامس و اليوم , الا تضع هذه المقارنة هذه التنظيمات في خانة اقل ما يقال عنها هي خانة المتنازلين و المتخاذلين؟
ان هذه التنظيمات لم تتمكن من الخروج عن اطار مكاسب حزبية يضمنها لها تواجدها في ساحة العمل الكر...اني حتى لو كان ذلك على حساب تناسي ان اراضينا لا تزال مغتصبة , وحتى لو كان ذلك يعني تشويه مطالب الشعب الاشوري الشرعية و تحويلها الى استجداء قوى غاصبة لمجرد الاعتراف بنا كبشر مقيمين في اراضيهم , و السوال الاهم : منذ متى كان المحتلون يضمنون لصحاب الارض حقوقهم؟
اتمنى ان يفكر المنضوون في هذه التنظيمات " او من لا يزال منهم يحمل القضية محمل القدسية الواجب لها" في هذا السؤال. اما اذا لم يكونو مؤمنين بان شعبنا صاحب ارض و حق , فلا يتوجب عليهم شئ مما جاء في هذه السطور , فهي موجهة الى الاشوريين.


الروابط

الرابط رقم 1      http://saint-adday.com/permalink/7370.html
الرابط رقم2       https://www.youtube.com/watch?v=qQxnpI_nI4Q
الرابط رقم 3     https://www.youtube.com/watch?v=Y8qVJh437OA
الرابط رقم 4     https://www.youtube.com/watch?v=BGKkG3xrSP8
الرابط رقم 5    https://www.youtube.com/watch?v=erSDrSmLyLQ
الرابط رقم 9   http://ishtartv.com/viewarticle,60708.html



Comments

Popular posts from this blog

سوق المواقف الآشورية

قانون اللغات الرسمية .. قراءة آشورية